قتل الأزواج ظاهرة فرضت نفسها على صفحات التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من كونها مأساوية ومخيفة للغاية إلا أنها مثل كل الأشياء الأخرى أصبحت مادة للسخرية والمزاح، وهذا ما لا نريد أن نصل له، لأن تحويل هذه الظاهرة البشعة إلى أضحوكة قد يكون سبب في تكرارها لمرات عديدة، وهو ما دفعنا لكي نناقش أسباب ظاهرة قتل الأزواج في ” تطلعات” ربما نصل إلى الحلول والإجابات ونساعد المجتمع على التعافي سريعًا من هذه الكارثة.
قتل الأزواج بديل الطلاق
لماذا أصبح العنف هو اللغة التي نتحدث بها؟ ولماذا أصبح القتل البديل المثالي للطلاق وللنقاش؟ متى تحول المجتمع المصري إلى مجتمع عنيف يحل خلافاته بالسلاح وبالعنف والقتل؟
الأمر مفزع وصادم ويحتاج منا ومن كل المؤسسات في المجتمع التكاتف من أجل حل هذه الظاهرة قبل أن تتحول إلى قنبلة موقوتة تنفجر في وجه المجتمع، وتخلف ملايين الضحايا، فضحايا هذه الكارثة ليس فقط القاتل والمقتول، ولكن الأبناء الذين يبدو أنهم دائمًا العنصر المنسي في المعادلة، وكذلك أهل كلا الطرفين -القاتل والمقتول-، استمرار كارثة قتل الأزواج قد يخل بتوازن المجتمع ويدمره إن لم نتصدى لها جميعًا ونحن “وسائل الإعلام ” يجب أن نكون في المقدمة لما لنا من تاثير وانتشار وقدرة على الإقناع.
أسباب العنف الزوجي
حين نتحدث عن ظاهرة العنف الزوجي فمن الطبيعي أن يذهب تفكيرنا نحو العنف من الرجل للمرأة والذي غالبًا ما يكون سببه:
1. التربية الخاطئة، فيتعلم الرجل أن من الطبيعي أن يمارس العنف ضد المرأة، فقد رأى والده يعنف والدته وبالتالي يتعلم أنه أمر طبيعي ومنطقي أن يضرب هو أيضًا زوجته.
2. وسائل الإعلام والتي تصور الرجل الجذاب هو القوي الذي لا يتهاون مع زوجته وقد يصل الأمر إلى الضرب والتعنيف، فنجد أن هناك أعمال درامية تروج للعنف والإساءة إلى المرأة على أنها الصورة الرومانسية الجميلة التي يجب أن نتطلع لها جميعًا، مثل فيلم تيمور وشفيقة.
3. الاعتقاد الخاطئ أن العنف والضرب هو الوسيلة المثالية للسيطرة والتحكم في المرأة.
4. قلة ثقة الراجل بنفسه وتخيل أن الهيمنة والسيطرة بالعنف تعطيه قدره لدى المرأة.
5. الثقافة المجتمعية وبرمجة الرجل على أن له الحق في ممارسة العنف ضد المرأة، فنجد التراث الشعبي يتحفنا بأمثال من نوعية” اكسر للبنت ضلع يطلعلها 24″ و” ضرب الحبيب زي أكل الزبيب” وبالطبع ما يكسر داخل المرأة نتيجة العنف لا يمكن أن ينصلح أبدًا، والضرب الحبيب يؤدي إلى الكره وليس إلى حلاوة الزبيب.
6. المشكلات النفسية ومشكلات تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول والتي تؤدي إلى صعوبة التحكم في النفس والسلوك.
وللأسف غالبًا ما تتقبل المرأة هذه السلوكيات والعنف بسبب أملها في تغير زوجها، او شعورها بالذنب أو بالخوف من لقب مطلقة، صعوبة الوصول إلى حل أو الحصول على علاج، الاعتقاد بأن الزوج له الحق في فعل ذلك نتيجة التربية الخاطئة والأفكار المجتمعية التي تزرع فكرة أن العنف شئ طبيعي ” كل الستات بتضرب ايه يعني”.
عنف المرأة ضد الزوج
هنا نصل إلى الهدف الأساسي من موضوعنا ” قتل الأزواج” ولماذا تحولت المرأة من هذا الكائن الضعيف المغلوب على أمرة، لكل هذا العنف تجاه زوجها؟ الأمر لا يرتبط بالطبقة الاجتماعية والا الاقتصادية والا الدرجة العلمية، الأمر يتعلق بالتراكمات التي تحملتها المرأة لسنوات في مجتمعنا الظالم والتي جعلتها لسنوات تعيش دور الضحية، وبالتالي كان لابد أن يأتي اليوم لتكسر فيه المرأة هذا الإطار الظالم المجحف وتخرج لتعترض، فكسرة الضغط يعلم الانفجار كما يقولون.
ويمكننا أن نلخص أسباب عنف المرأة في التالي:
1. الحاجة للخروج من دائرة العنف الزوجي، فكل مرة يعاملها الزوج بالعنف لا ترد ولا تسترد حقها، وحتى لا تحصل على اعتذار أو تعويض مقابل هذا العنف، وبالتالي لابد من استخدام العنف ضد العنف، لأن الزوج حين يجدها ترد دون خوف أو تردد سيفكر ألف مرة قبل أن يقدم على العنف من جديد.
2. الشعور بالعجز؛ نعم حين تشعر المرأة بالعجز وبأنها بلا قيمة في حياتها ومحيطها ومجتمعا لابد أن تحاول رد كرامتها المجروحة، وأن تمارس العنف كنوع من أنواع الحصول على القيمة والشعور بالثقة بالنفس.
3. المحاولات المستمرة لتهميش المرأة ومحاولات أهل الزوج السيطرة عليها والتدخل في شؤونها الخاصة قد تكون أيضًا أبرز أسباب العنف ضد الرجل، وكذلك قتل الأزواج، وأبرز دليل القضية التي أثيرت منذ أسبوعين تقريبًا عن الزوجةالتي قتلت زوجها دفاعًا عن النفس- حسب تصريحات النيابة التي وجدت أثار عنف وكدمات
على جسد ورقبة المتهمة- فمن خلال تصريحات أهل القتيل أتضح أن كل أفراد عائلته يعرفون تفاصيل تفاصيل الحياة بينه وبين زوجته، وبالتأكيد يمثل هذا ضغط نفسي شديد على الزوجة. يمكنك مشاهدة التصريحات من هنا.
لن نتطرق إلى تفاصيل هذه القضية ولن نبرر القتل، فالقتل جريمة بشعة ولكن ربما إن فكرنا في الأسباب نتفهم لماذا لجأت هذه السيدة وغيرها إلى كارثة قتل الأزواج بدلًا من النقاش أو طلب الطلاق.
أخيرًا.. يجب أن تفكروا مرة ومرات في اختيار شريك الحياة، ووضع قواعد للحياة الزوجية من أجل أن تسير بشكل يرضي الطرفين، فالزواج هو الميثاق الغليظ وهو العلاقة التي كرمها الله من فوق سبع سموات، الزواج هو المودة والرحمة وليس العنف والقتل.
تابعونا في تطلعات للتعرف على كل جديد ومفيد.