يتساءل معظم الأشخاص المهتمون بتطوير الذات ما هي الوصفة السحرية التي يتبعها الأشخاص الناجحون؟ وهل لدى كل شخص منهم كلمات سحرية مثلاً يقولها فينجح؟ هذا السؤال حتما دار في أذهان الكثير من الطامحين للنجاح، الإجابة هي نعم، ثمة وصفة سحرية ونمط معين من السلوكيات أو ما يطلق عليه طموح الناجحين دائمًا ما يرتبط الشخص الناجح بها في يومه، ومن خلال قوة العادة على صنع فارق في حياة الإنسان فإنه يوماً بعد يوم ومن خلال إرادة الشخص على تغيير عاداته وباتباع تلك العادات يتأثر نمط حياته بالكامل، وتزيد الإنتاجية التي يصل إلى أعلى معدلاتها من خلال الحصول على نمط حياة صحي بالكامل في جميع جوانبه سواء المهنية أو الأسرية يؤهله إلى ارتقاء سلم النجاح عالياً.
وفي تطلعات ومن خلال اهتمامنا بمجال تطوير الذات سنقدم لكم من خلال هذه المقالة عادات تضمن لك النجاح باتباعها.
حقيقة عادات النجاح:
على الرغم من الفروقات الفردية في الخبرات المهارية والذكاء والفرص بين الأشخاص ، غالبًا ما تُعيق العادات السيئة أصحابها من الوصول لأحلامهم، بينما يقربهم اتباع العادات الجيدة إلى غاياتهم. وبقليل من التدقيق والبحث يمكن القول إن العديد من الأشخاص الذين تبنوا العادات الغير سلبية في الطريق، جنبًا إلى جنب مع ما اتَّسموا به من إصرار ومثابرة، تمكنوا من تطوير ذواتهم والارتقاء عمليا وماديًا. وهو الذي أكده توم كورلي -المُحاسب والمُتدبرالمالي- في كتابه الأكثر مبيعًا “غير عاداتك.. غير حياتك” مُبيّنًا أن الأغنياء يهيئون أنفسهم للنجاح بعدة أساليب وعدد لا محدود من العادات التي اكتشف أنها مشتركة، بعدما أجرى استقصاءً إحصائيًا على 233 فردًا من أصحاب الملايين العصاميين وقارن إجاباتهم بـ128 من الأفراد ذوي الربح الهابط.
عادات الأشخاص الأكثر نجاحاً:
1. الاستيقاظ باكرًا
الأولى من عادات الأشخاص الأكثر نجاحاً وواحدة من أكثر العادات الصحية والتي اتفق عليها جميع الأشخاص الناجحين هي النوم مبكرا والاستيقاظ مبكراً، أهمية هذه العادة تكمن في انها تضمن الحصول على عدد كاف من ساعات النوم مما يضمن حالة نفسية وجسدية أكثر صحة و استقراراً والشعور بالتيقظ خلال اليوم دون الحاجة إلى المزيد من الكافيين، وتمنحك الوقت لإدارة يومك و التخطيط له بافضل طريقة ممكنة دون تعجل أو احساس بالضغط نتيجة ضيق الوقت، وهي عادة يمكن الالتزام بها بالتعود على الاستيقاظ في وقت مبكر تدريجياً لمدة أسبوعين لكن لها تأثير السحر على حياتك حتى في الأجازات، حيث أنها تتيح لك قضاء بعض الوقت مع نفسك و الاستمتاع بأي نشاط كالرياضة والتأمل بعيدا عن ضوضاء اليوم.
2. التخطيط
التخطيط عادة أخرى إيجابية ومهمة، وصُنع قائمة بالأهداف اليومية وترتيبها تبعاً للأولويات، وقد وُجِد أن 95% من الناجحين يخططون ليومهم القادم في المساء، حتى يبدأوا يومهم مستعدين ومتحمسين لا في فوضوية تؤدي للإحباط. واكثر ما يُميز الناجحين عن غيرهم، هو أنهم لا يضعون فقط خطة لأهدافهم وإنما في الغالب يضعون روتين لليوم بالكامل، والأهم أنهم يلتزمون به على الدوام لتنظيم حياتهم وجعل وقتهم أكثر كفاءة.
3. انجاز المهام الصعبة في البداية
عوضاً عن الهروب من المهمة الأصعب وتأجيلها على مدار اليوم، يُفضِّل الناجحون البدء بأصعب المهام صباحًا، فمن جهة يُخفف عنهم ذلك الشعور بالقلق والتوتر على مدار اليوم ما أن ينتهوا من تلك المهمة الصعبة ، ومن جهة أخرى يجعلهم أكثر إنتاجية وحماسًا لاستكمال اليوم والالتزام بباقي خططهم.
4. ممارسة الرياضة
تبعا للدراسات فإن ممارسة التمارين الرياضية تُنَّقي الذهن وتجعل صاحبها يشعر بالمزيد من التحفيز وتحميه من التوتر، الأمر الذي يحفز غالبية الأشخاص الناجحين للإيمان بأهمية الرياضة، خصوصًا أن الجمعيات النفسية تُشير إلى عرضة البالغين للإصابة بالتوتر، مما يعطلهم بدوره عن تقديم أفضل ما لديهم.
وقد أفادت الدراسات بأن 76% من الناجحين يخصصون 30 دقيقة يوميًا من وقتهم لممارسة التمارين الرياضية، مؤكدين أن ذلك يؤدي مُضاعفة إنتاجيتهم وإبداعهم وتقوية ذاكرتهم، جدير بالذكر أن ممارسة الرياضة ليست الوسيلة الوحيدة التي يتبعها الناجحون للحفاظ على صحتهم، فالكثيرون منهم يراقبون نظامهم الغذائي ويلتزمون بتناول الأكل الصحي بمعظم الوقت.
5. تقنين وقت الأجهزة اللوحية
الإمساك بالهاتف ليس فقط يُشتت المرء ويستنزف وقته ويُلهيه عن الأشياء الأكثر أهمية بيومه، وإنما يؤثر أيضًا على صحته العقلية والإنتاجية، و يُضعف روابطه الاجتماعية والأسرية بمن حوله ، الشيء نفسه قد ينطبق على العمل الذي إذا ما ترك المرء نفسه له يستهلكه بالكامل ويبتلعه إلى ما لا نهاية، لهذا فإن قضاء بعض الوقت من اليوم بدون هاتف وبعيدًا عن الشاشات، خطوة صحية وإيجابية يقوم بها العديد من الأشخاص الناجحة،و تُساعدهم أكثر على الاسترخاء والنوم، وتمنحهم الفرصة لممارسة الرياضة أو الاستمتاع ببعض الهدوء، بجانب الوقت اللازم للتخطيط لليوم التالي.
6. تخصيص وقت للقراءة
نسبة تقدر ب 86% من الأغنياء مولعين بالقراءة بمعدل على الأقل 30 دقيقة من يومهم أو بما قد يُعادل كتابًا أسبوعيل، وهو ما يُعزز ذكاءهم ويُساعدهم على التفكير بشكل أفضل، والأهم أنه يجلب لهم الإلهام ويَجنبهم الوقوع في فخ الرتابة، البعض يقرؤون بهدف الاستمتاع والتسلية، وآخرون يفعلون ذلك لزيادة حصيلتهم المعرفية وتعلم أشياء جديدة، أو لتوسيع مداركهم بالحياة، بالإضافة لهؤلاء، مَن يُفضِّلون القراءة في ما يخُص مجال عملهم وكل ما له صلة به والاطلاع على الأحداث الجارية، خصوصًا أنها عادةً ما تؤثر على مجالات العمل المختلفة.
7. الكتابة بشكل يومي
فضلا عن القراءة، يميل الناجحون إلى ممارسة الكتابة اليومية أيضًا بمختلف أنواعها ، فهناك من يُسَجِّلون يومياتهم دقائق كل يوم، وتحديدًا أهم الأحداث التي مروا بها، مما يجعلهم يتخلصون من أي مشاعر سلبية لديهم بخصوصها أو يُعيدون قراءة المشهد للاستفادة منه ومعالجة الأخطاء، أو يُخططون للمستقبل أفضل بناءً على ما كتبوه، وهناك آخرون ممن يُفضِّلون كتابة الأشياء الإيجابية في يومهم ، وهو النشاط الذي يعزز من شعورهم بالسعادة ويحسن صحتهم النفسية.
8. مرافقة الأشخاص الإيجابيون
من أهم عادات الناجحين قضاء وقتهم مع الأشخاص الذين يُلهمونهم، ذلك لأن الشخص غالبًا ما يكون على شاكلة رفيقه، فيرتبط نجاح كل منهم بالآخر، إذ يُحَمِّسون بعضهم بعضًا ليبقوا إيجابيين، خصوصًا إذا ما كانوا يتشاركون الميول أو العمل نفسه، وبقدر ما يهم قضاء الوقت مع الناجحين للتحفيز، كذلك يُنصَح بالابتعاد عن الأشخاص السلبيين أصحاب التأثير السام والمُحبِط لمن حولهم.
9. حسن إدارة الوقت
تبعا للناجحين، النجاح هو المال، والمال هو الوقت، لهذا يرفض الناجحون إهدار وقتهم في ما لا يفيد، فقد يكون العائد نفسي أو صحي أو غير ذلك، ولهذا نادرًا ما يظهر الناجحون على السوشيال ميديا أو يضيعون أوقاتهم على الفيسبوك مثلا ، إذ يميلون لاستغلال يومهم بأشياء تجعلهم أكثر إنتاجية.